حوار-ترهاقا 4 أكتوبر 2025
كشف رئيس اتحاد الغرف الصناعية، رجل الأعمال السوداني البارز معاوية البرير، أن القطاع الخاص في السودان تكبّد خسائر فادحة بسبب الحرب، قدّرت في القطاع الصناعي وحده بأكثر من 50 مليار دولار.
وأوضح -في حوار خاص مع الجزيرة نت- أن هذه الخسائر شملت تدمير المصانع والمعدات وأجهزة التحكم والشبكات الإلكترونية، إلى جانب نهب المواد الخام والمنتجات الجاهزة.
وأشار البرير إلى أن القطاع الزراعي لم يكن بمنأى عن هذه الخسائر، حيث تُقدَّر خسائره بنحو 30 مليار دولار، شملت محطات الري، والآلات، والمولدات، والمحاصيل. وأضاف أن قطاع الخدمات والبنوك تلقّى أيضا ضربات قاسية، لا سيما أن معظم الناتج المحلي والثروة الاقتصادية متركزة في الخرطوم.
وقال إن تدمير محطات الكهرباء انعكس بشكل مباشر على ارتفاع تكلفة الإنتاج، مما يجعل بدائل الطاقة مكلفة وغير مستدامة للقطاعين الصناعي والزراعي. وأكد أن القطاع الخاص المحلي، إلى جانب المستثمرين الأجانب والأشقاء العرب، سيكونون الركيزة الأساسية لمرحلة إعادة الإعمار، مشددا على أهمية عدم وضع العراقيل أمامهم.
وأضاف البرير: "هناك رجال أعمال خسروا كل شيء بسبب الحرب، وبعضهم لم يتحمّل الصدمة وفارق الحياة، فيما يعاني آخرون من عدم القدرة على تلبية التزاماتهم، وهو ما يُنذر بأزمات قانونية ما لم تُقدَّم حلول واقعية".
وعن رؤيته لمستقبل السودان الاقتصادي، قال بثقة: "لسنا الدولة الوحيدة التي دُمّرت، ونؤمن بأننا قادرون على النهوض مجددا كما فعلت أوروبا واليابان بعد الحرب. السودان سيعود أفضل مما كان، بشرط التخطيط السليم، وتصحيح الأخطاء، وتولية الكفاءات المناصب المناسبة، لا سيما في الوزارات الاقتصادية".
•
ما حجم الخسائر التي تعرض لها القطاع الخاص وقطاع الأعمال بسبب الحرب في السودان؟
القطاع الخاص السوداني تكبّد خسائر مهولة، تُقدّر في القطاع الصناعي وحده بحوالي 50 مليار دولار. وتتمثل هذه الخسائر في تدمير كامل أو جزئي للعديد من المصانع، وتلف المعدات، وأجهزة التحكم، والشبكات الإلكترونية، ومولدات الطاقة، والكوابل الكهربائية، بالإضافة إلى نهب المواد الخام والمنتجات الجاهزة.
كما تضررت الصناعة أيضا نتيجة تضخّم الأموال في السوق، ووجود مديونيات بالعملة الصعبة أصبحت عبئا على المصنّعين.
أما في القطاع الزراعي، فبلغت الخسائر نحو 30 مليار دولار، شملت محطات الري، والآلات، والمولدات، والمحاصيل. على سبيل المثال، محطة ري "أبو نعامة" التي تبلغ تكلفتها 40 مليون دولار تعرّضت للتدمير.
وتعرض قطاع الخدمات والبنوك هو الآخر لأضرار كبيرة، إذ إن أغلب الناتج المحلي للبلاد يتمركز في الخرطوم.
• في ظل استهداف الدعم السريع لمشاريع الطاقة ونقص الكهرباء، هل يمكن أن يمثل ذلك إعلان وفاة الصناعة في السودان؟
تدمير محطات الكهرباء أثّر سلبا على المواطن والصناعة والزراعة، لأن البدائل المتاحة لإنتاج الطاقة مكلفة للغاية، مما يزيد من تكلفة الإنتاج ويهدد استدامة النشاط الصناعي والزراعي.
• ما فرص السودان للتعافي الاقتصادي إذا توقفت الحرب؟
السودان قادر على النهوض مجددا، بل العودة أفضل مما كان عليه قبل الحرب، بإذن الله. نحن بحاجة لتصحيح الأخطاء السابقة، والتخطيط السليم، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وخاصة في الوزارات الاقتصادية. ونطمح إلى وطن معافى، يُضيف إلى اقتصاده، ويتجاوز الصراعات، وتكون فيه المنافسة بين رجال الأعمال قائمة على الجودة والقيمة المضافة، لا على الإقصاء.
• برأيك من يتحمل فاتورة إعادة إعمار ما دمرته الحرب؟
القطاع الخاص، والمواطن السوداني، والمستثمرون الأجانب، والأشقاء العرب هم من سيتحملون فاتورة إعادة الإعمار. أشقاؤنا العرب، ولا سيما دول الخليج، لم يتوقفوا عن المساهمة حتى أثناء الحرب، ونحن ننتظر منهم مساهمة أكبر في المرحلة المقبلة.
• ما حجم الكفاءات والأيدي العاملة التي هاجرت بسبب الحرب وربما لن تعود؟ وما أثر ذلك على الاقتصاد؟
الكفاءات السودانية الحريصة على الوطن ستعود وتُضحي من أجل السودان، مهما كانت الظروف. أما من وجدوا فرصا أفضل في الخارج، فهم سيبقون داعمين لنا عبر المشورة، والخبرة، وتحويل الأموال لدعم الاقتصاد الوطني.
• هل سيعود رجال الأعمال بعد الخسائر التي تعرضوا لها، أم سيظلون في الدول التي نقلوا إليها استثماراتهم بعد الحرب؟
أغلب رجال الأعمال سيعودون إلى السودان بعد تسوية أوضاعهم في الخارج، لكن العودة تتطلب من صناع القرار وضع سياسات داعمة، وألا يضعوا العقبات أمامهم. للأسف، فوجئنا مؤخرا بفرض ضريبة دخل مقدما بنسبة 2% على ترحيل المواد الخام، وهو أمر لم يكن معمولا به قبل الحرب.
• هل صحيح أن هناك رجال أعمال سودانيين أفقرتهم الحرب تماما وأصبحوا عاجزين حتى عن إعالة أسرهم؟
نعم، هناك عدد كبير من رجال الأعمال خسروا كل شيء، وبعضهم لم يتحمل الصدمة النفسية وتوفي، بينما يعاني آخرون من العجز عن الوفاء بالتزاماتهم. فإذا لم توضع حلول واقعية، فقد نشهد مشاكل قانونية كبيرة في المرحلة المقبلة.
• التقينا معك في جولتك لتفقد عدد من المشاريع بعد الحرب واجتماعك مع مسؤولين في الفريق الاقتصادي.. ما نتائج هذه الجولات واللقاءات؟
كانت لقاءات مثمرة. اجتمعنا بوزيري المالية والزراعة، إضافة إلى ولاة ولايات الخرطوم، الجزيرة، سنار، والشمالية. ووعد وزير المالية بتقديم دعم محدود للقطاع الخاص، وإنشاء منصة للحوار مع الصناعيين، مؤكدا أنه لا يدعم الدعم المطلق. أما وزير الزراعة، فقد وعد بإدخال بذور محسنة وتقنيات جديدة، ونحن ننتظر حاليا تنفيذ هذا الوعد كتابة.
• مع وجود موارد ومواد خام في السودان، هل تعتقد أن المستثمر الأجنبي سيتشجع للاستثمار في السودان بعد انتهاء الحرب؟
أنا متفائل جدا بعودة المستثمرين، خاصة إذا تم تهيئة بيئة استثمارية جاذبة بعد الحرب. لسنا الدولة الوحيدة التي دُمّرت ثم نهضت. وقد فعلت أوروبا واليابان ذلك، ونحن قادرون أيضا بعزيمتنا، بشرط اتخاذ قرارات جريئة من أجل الصالح العام.
• ما الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في إنعاش الاقتصاد السوداني؟
القطاع الخاص هو العمود الفقري لإنعاش الاقتصاد، خصوصا بالشراكة مع الاستثمارات الخارجية وبتمويل من الأشقاء. يجب منحه المساحة والحرية ليستعيد نشاطه ويخلق فرص العمل.
• ومن مِن الأشقاء تتوقع أن يكون لديه استعداد للمشاركة في التمويل، في ظل ظروف السودان الحالية؟
بكل وضوح: دول الخليج، التي لطالما وقفت مع السودان في السراء والضراء، ولها الإمكانيات والخبرة والرغبة في المشاركة الفعالة.
• برأيك ما أبرز تحديات إعادة الإعمار، وهل يمكن أن ينهض السودان كما نهضت ألمانيا واليابان بعد الحرب؟
أبرز التحديات هو تغيير النظرة إلى القطاع الخاص، واعتباره شريكا أساسيا وليس مجرد مصدر للضرائب. القطاع الخاص هو الذي يشغّل ملايين السودانيين، ويجب أن يُعامل كمُنتج أساسي للاستقرار والنمو، لا كعبء على الدولة.
المصدر: الجزيرة
All Stories
-عروة الصادق: 30 يونيو ستنهي أسوأ نظام شمولي إلى الأبد
-قيادي في الحرية والتتغيير: الآلية الثلاثية وقعت في خطأ جسيم
-30 يونيو ستحدث هزة كبيرة في موازين القوى المحلية والإقليمية
-عروة الصادق: البرهان أفقد الإيقاد حيادته وأضحى سكرتارية للانقلاب
حوار: ترهاقا
جزم القيادي بالحرية والتغيير وحزب الأمة عروة الصادق بأن الثلاثين من يونيو ستكون نقطة الاعودة وهزيمة الانقلاب ، مشدداً على أن غداً سيحدث هزة كبيرة في صفوف العسكريين والمدنيين وقوى الثورة وموازين وتقديرات القوى الإقليمية والدولية ستغير وجه التعاطي السياسي مع السودانيين قبل الثلاثين من يونيو مضيفاً "غداً سينهي حقبة أسوأ النظم الشمولية وإلى الأبد وسيرسخ للعقل الجمعي مدى صلابة وقوة إرادة الشعب السوداني".
وأضاف في حوار مع (ترهاقا) أن مشاركة الحرية والتغيير في الآلية أتت متأخرة بعد أن استوطن الانقلاب ، مشيراً إلى أن الاختراق بواسطة الحل السياسي لن تحدثه المباحثات الجارية وإنما ستضغط نحوه التحركات الجماهيرية والتصعيد المتواصل الذي سيبلغ ذروته في الثلاثين من يونيو الجاري. وقال إن العلاقة بين قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة تقوم على الاحترام المتبادل وتقدير المواقف والآليات التي يستخدمها كل طرف، مؤكداً على انحسار الهوة إلى حد كبير التي كانت تباعد بين الحرية والتغيير واللجان وزوال كثير من المفاهيم المغلوطة فيما بينهم.
وأكد على أن مؤسسات حزب الأمة لن تتأثر مهما تغيرت قيادة الحزب اسما أو وصفاً ، مستبعداً أن تحدث الاستقالات داخل الحزب اختلالا في الحزب أو في اضطراب مواقفه أو قراراته. وجزم بن الجميع داخل الحزب مدرك لخطورة الأمر وتبعاته.
وأشار القيادي في قوى الحرية والتغيير إلى تمايز جميع الصفوف السياسية في البلاد وظهور ملامح الوجه القميء للسلطة الانقلابية القائمة حتى وإن تغطت بجلود الوكلاء الانقلابيين والسدنة من قوى مدنية وإدارات أهلية وحركات مسلحة وغيره من جماعات اعتصام القصر من قوى الردة والفلول على حد تعبيره.
كيف تنظرون إلى الراهن السياسي وإلى أين تسير الأوضاع ؟
في الوقت الحالي نستطيع القول بأنه قد تمايزت جميع الصفوف السياسية في البلاد، وتبينت ملامح الوجه القميء للسلطة الانقلابية القائمة حتى وإن تغطت بجلود الوكلاء الانقلابيين والسدنة من قوى مدنية وإدارات أهلية وحركات مسلحة وغيره من جماعات اعتصام القصر من قوى الردة والفلول، وهو الأمر الذي جعل التباين جليا في المواقف السياسية بين الذين يزداد عويلهم للحفاظ على مكتسباتهم الذاتية والرشاوي الوظيفية التي وفرها لهم الانقلاب، وبين أولئك الذين يريدون إنهاء حقبة التسلط العسكري في البلاد إلى الأبد، في مسعى حثيث لتحقيق (الحرية والسلام والعدالة)، والانتصاف العادل والعاجل للشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين وتضميد جراحهم ورد الحقوق لمن ظلم من أهل الضحايا وذوي الشهداء، وفي سبيل ذلك توحدت الإرادة نحو التوجه لإسقاط الإنقلاب وتأسيس مركز قوي وموحد للقوى المناهضة له.
بعد انسحاب الاتحاد الإفريقي من حوار الآلية ..إلى أي مدى يمكن أن يربك المشهد السياسي؟
بحسب بيان لاحق لتصريح السفير بلعيش تأكد أن الاتحاد الإفريقي مضطرب القرار، ومشاركته في الآلية أتت متأخرة بعد أن استوطن الانقلاب، ولا شك أن موقفه المبدئي بتجميد عضوية السودان عقب الانقلاب كان له أثره، ولكن البعثة التي في السودان تتأثر جدا بسكرتاريا الإيقاد والتي هي سكرتارية رئيس الإنقلاب الذي يتغول على رئاسة السودان لهذه الدورة وبالتالي افتقد الاتحاد حياديته. والمدهش أن الذين أوعزوا للسفير بلعيش بالإدلاء بتصريحاته اللامسؤولة هم سدنة الإنقلاب وجماعة اعتصام القصر وبالتالي لا يمكن أن تستمر وساطة الاتحاد الإفريقي بهذا الشخص ويرجى أن يستبدل في القريب العاجل ويستأنف الاتحاد نشاطه في الآلية الثلاثية.
هل يمكن أن يحدث انسحاب طرف من أطراف الآلية اختراقاً بملف الأزمة السياسية؟
الاختراق لن تحدثه المباحثات الجارية وإنما ستضغط نحوه التحركات الجماهيرية والتصعيد المتواصل الذي سيبلغ ذروته في الثلاثين من يونيو الجاري، فهو السبيل الوحيد لإفهام جميع أطراف الأزمة بأن هذا الشعب عصي على الشموليات وأن هذه البلاد استحالت إدارتها بالانقلابات، وحينها سيستجيب قادة المؤسسة العسكرية للنداءات المتكررة التي ظلت تنادي بها قوى الثورة بضرورة إنهاء الإنقلاب.
تشرذم قوى إعلان الحرية والتغيير أدى إلى قوة موقف المكون العسكري؟
في رأيي المتواضع وقناعتي أن أفضل ما حدث لقوى الحرية والتغيير هو بروز جماعة كانت ضمن تكوينها أشخاص يتبعون لها بجلاء وهم يدافعون ويبررون للانقلابات العسكرية وثبت للعالم أن التوجهات الانقلابية في السودان ليست عسكرية فقط وإنما هنالك انقلابيون في صفوف القوى السياسية المدنية، وبالعكس شكلت الكتلة المدنية المتشاكسة التي اشتركت مع العسكر في الانقلاب في إعاقة اكتماله لأنهم قدموا له أسوأ ما يمكن تقديمه من رؤى وأفكار عززت صدق ما تقول به قوى الحرية والتغيير باستحالة استمرار هذا الانقلاب.
المكون العسكري يستخدم تكتيكات في ملف التعاطي مع الازمة الحالية ..هل لديكم في قوى الحرية والتغيير تكتيكات مشابهه ؟
المكون العسكري استنفد كل خياراته وتكتيكاته الداخلية والتي تسنده فيها قوى خارجية وإقليمية، واتخذ جميع الأساليب والطرق التي استخدمها النظام المباد بل استعان بكافة عناصرالأمن الإخوانيين وجماعات التخطيط الاستراتيجي للنظام المباد، حتى أوردوا الإنقلاب الهلاك وجعلوا من قادته مطاردين محتملين للأنظمة العدلية الدولية كما فعلوا بالبشير وجماعته، أما تكتيكات الحرية والتغيير تختلف باختلاف الزمان والمكان وتتجه إلى استحداث تكتيكات جديدة ستظهر في مقبل اليومين القادمين بتحرك وتنسيق متكامل مع كافة القوى المناهضة للإنقلاب بالداخل والخارج، ويقيني أن الخطوات القادمة ستكون الأكثر فعالية والأشد تأثيرا لإنهاء الانقلاب وسيكشف عنها في حينها.
تعدد المنابر والمبادرات في الأزمة السودانية هل يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الازمة؟
الخطأ الإجرائي الذي وقعت فيه الآلية الثلاثية هو الاجتماع بوكلاء الانقلاب الذين احتشدوا له وأيدوه في باحة القصر وبذلوا له التأييد السياسي والاجتماعي وكان بالإمكان استصحابهم في مراحل أخرى في الحوار بعد إنهاء الإنقلاب الذي ينحصرالنقاش فيه بين الإنقلابيين والمنقلب عليهم، وتنظر قوى الثورة مجتمعة في كيفية استصحاب القوى الأخرى في مسيرة الحوار الوطني الشامل عبر آلية كالمؤتمر الدستوري الجامع، ولكن لتقديرات السيد ولد لبات وجماعات في الاتحاد الإفريقي والإيقاد أرادوا أن يزجوا بهؤلاء السدنة في جولات الحور وهو ما وأدها في مهدها، والحرية والتغيير لا تتحدث عن تعدد منابر وإنما تتحدث عن تعدد مراحل بينتها تفصيلا في بيان منشور.
يرى مراقبون ان مليونية 30 يونيو اذا لم تحدث التغيير المطلوب يمكن على الأقل أن توحد قوى الثورة رأيكم ؟؟
الثلاثين من يونيو هي نقطة اللاعودة لأي شيء قبلها وفي اعتقادي أن هزة كبيرة ستحدث في صفوف العسكريين والمدنيين وقوى الثورة وموازين وتقديرات القوى الإقليمية والدولية ولن يكون التعاطي السياسي مع السودانيين كما قبل الثلاثين من يونيو، والآن استشعر الجميع ذلك وبدأوا للمسارعة في تصحيح مواقفهم أوالتشويش على التحضيرات الكبيرة التي تتم لذلك اليوم، بل حتى الإنقلابيين قالوا بالمشاركة في ذلك اليوم، ليقينهم التام أنه سيكون اليوم الذي ينهي حقبة أسوأ النظم الشمولية وإلى الأبد وسيرسخ للعقل الجمعي مدى صلابة وقوة إرادة الشعب السوداني.
[لدينا تواصل مع لجان المقاومة وشاركناهم زنازين الاعتقال]
هل لديكم كقيادات تواصل مع لجان المقاومة ؟
لدينا تواصل حثيث ومسؤول ومتواصل بمختلف المستويات الميدانية والقيادية والوسيطة، ونشاركهم المسير وشاركتهم بعض القيادات زنازين الاعتقال والمواكب، والآن عدد كبير من تنسيقات اللجان فتح حوارا على أعلى المستويات بصورة جماهيرية في ندوات ولقاءات ومنتديات واجتماعات يشارك فيها قادة حزب الأمة القومي وقيادات الحرية والتغيير، في هذا تقوم العلاقة على الاحترام المتبادل وتقدير المواقف والآليات التي يستخدمها كل طرف، وانحسرت إلى حد كبير الهووة التي كانت تباعد بيننا واللجان وزالت كثير من المفاهيم المغلوطة، وهذا لا يعني أننا لا تتوخى الحذر في التعاطي مع اللجان فلا بد لكل القوى السياسية وكوادرها أن تضع مسافة آمنة بينها واللجان ولا تسعى لتنميطها أو اختراقها أو تدجينه، لأن الواجب هو الحافظ ودعم استقلالية هذه اللجان وتعزيز وحدتها لا تقسيمها واستغلالها.
الأوضاع في حزب الامة معقدة ..ويرى مراقبون أن قيادة الحزب من قبل الفريق صديق ستقود الحزب الى قوى التوافق الوطني مامدى صحة ذلك ؟ الخلافات داخل حزب الامة هل يمكن أن تنتج تيار جديد ؟
الخلاف التنظيمي والاختلاف في الموقف السياسي أمر اعتاد عليه حزب الأمة القومي، وذلك لأن في الحزب تراكم جيلي ومدارس مختلفة ومشارب شتى متدافعة، إلا أنها تظل محكومة وملزمة بقرارات المؤسسات القائمة والتي تعد كلمتها المرجعية والنهائية في أي أمر، ومهما تغيرت قيادة الحزب اسما أو وصفا تظل تلك القيود المؤسسية هي الضابطة لتوجهات القيادة، صحيح أن هنالك خلافات مردها التواصل مع جماعة القصر والعسكر وتصاعدت عندما تواصل رئيس الحزب المكلف والأمين العام عند محاولة استعادة د. عبد الله حمدوك لرئاسة الوزراء باتفاق البرهان حمدوك والذي انسحب الجميع منه لحظة إقحام نص " استنادا على قرارات القائد العام"، في وثيقة الاتفاق وهو الأمر الذي أسس الاتفاق برمته على باطل، وكذلك أن الأمر لم يعرض على مؤسسات حزب الأمة، لذلك أصدر الحزب بعد اجتماع مؤسساته موقفا موحدا التزم به الجميع، الموقف الآن هنالك مجموعة ترى بضرورة التواصل مع العسكر وصولا للحل وفي هذه المجموعة الفريق صديق، فيما قررت المؤسسات ويرى كثيرون وقطاعات كبيرة بضرورة إسقاط الانقلاب، وأي حوار أو نقاش لا يبطل الانقلاب الحزب ليس معنيا به، وبذلك لا أعتقد أن الفريق سيغلب رؤيته على قرار المؤسسات.
[خلافات حزب الأمة طبيعية ولن يحدث انشقاق بالحزب]
استقاله ابراهيم الامين عقدت الاوضاع الداخلية بالحزب وكشفت عن ظهور خلافات حول قيادة الحزب كيف ستتم معالجة ذلك؟
الفريق صديق إسماعيل ود. إبراهيم الأمين، استقالا بناء على رؤاهم وتصوراهم الذاتية ولأسباب ومواقف إلى يومنا هذا لم تُعرض علينا، كما لم تعرض تلك الاستقالات على مؤسسات الحزب لمناقشتها والفصل فيها، وسيتم البت فيها بعد عودة رئيس الحزب المكلف اللواء فضل الله برمة من رحلة استشفائه، وأستبعد أن تحدث الاستقالات اختلالا في الحزب أو في اضطراب مواقفه أو قراره، لأن الجميع مدرك لخطورة الأمر وتبعاته، فكثيرون يتكهنون بحدوث انشقاق جديد بالحزب وهو ما لن يحدث لأن المؤسسات القائمة والنظم الحاكمة ودستور الحزب هو المرجعية المرجحة في كل خلاف وهي السبيل الأنجح والأنجع لمعالجة الأمر.